المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وحش اسمه فسه


admin
06-25-2024, 04:51 PM
في قديم الزمان، في أرضٍ بعيدةٍ كان يعيش وحشٌ غريبٌ يُدعى "فسه". كانت فسه مخلوقاً كبير الحجم، ببشرةٍ خضراءٍ لامعةٍ كأوراق الشجر، وعينين كبيرتين سوداوتين تتلألأ كاللؤلؤ في الظلام. كان لفسه قرون طويلة على رأسه، تتلألأ بألوان الطيف عندما تلامسها أشعة الشمس. كان فسه يعيش في كهفٍ عميقٍ بجوار بحيرةٍ هادئةٍ، حيث يعتبرها موطنه الدائم.
وعلى الرغم من مظهره المخيف، فإن فسه كان حيواناً ودوداً ولطيفاً. لم يكن يؤذي أحداً، بل كان يعيش حياته بسلامٍ وسعادةٍ، يقضي أوقاته في جمع الأعشاب والزهور البرية، وفي التمتع بمناظر الطبيعة الخلابة التي تحيط به.
ولكن، كان هناك أيامٌ كان يشعر فيها فسه بالوحدة والحزن. كان يتمنى أن يجد أصدقاء يشاركهم أفراحه وأحزانه. لكن كل محاولاته في التواصل مع البشر والحيوانات الأخرى كانت بائت بالفشل، فالجميع كانوا يخافون منه ويهربون بمجرد رؤيته.
في إحدى الأيام، كان فسه يتجول بجوار البحيرة الهادئة، يلهو بأحجار النهر التي كان يرميها بعيداً. حينها، لاحظ حركة غريبة على الضفة البعيدة للبحيرة. كان هناك صبي صغير يلعب بمفرده، بعيداً عن أصدقائه الذين كانوا يركضون وراء الفراشات ويصطادون الأسماك. كان الصبي يبدو وحيداً ومنبوذاً، مثلما كان يشعر فسه دائماً.
تقدم فسه بحذر نحو الصبي، محاولاً أن يبتعد عنه قليلاً لكي لا يخيفه بحجمه وشكله. ولكن الصبي لم يهرب، بل بدا وكأنه لا يخاف، حتى أنه بدأ بالضحك على حركات فسه الطريفة عندما حاول التراجع خلف شجرة كبيرة ليختبئ. بدأت تلك اللحظة تغير حياة فسه.
بدأ الصبي يزور فسه بانتظام، وأصبحا صديقين حميمين. كان الصبي يسميه "فسه الطيب"، ويأخذه في رحلات مغامرات عبر الغابات والجبال، ويعلمه ألعاباً جديدة لم يكن يعرفها من قبل. بدأت تنمو علاقتهما حتى أصبحا لا يفترقان، ويشاركان كل لحظة من حياتهما معاً.
ومع مرور الوقت، بدأ الصبي يجلب أصدقائه الذين كانوا يخافون من فسه في البداية. ولكن عندما رأوا كيف يمكن أن يكون فسه ودوداً ولطيفاً، بدأوا يتغيرون تدريجياً ويقبلونه كصديق لهم أيضاً. وأصبح فسه شخصيةً محبوبةً في القرية، حيث كان يحضر إلى الحفلات والاحتفالات، وكان يساعد الناس في الأعمال الشاقة كحمل الأشياء الثقيلة وحماية البلدة من أي خطرٍ قد يهددها.
وهكذا، عاش فسه حياةً سعيدةً مع أصدقائه الجدد والصبي الذي جلب الفرح والأمل إلى حياته. وأصبحت قصة فسه درساً للجميع عن قبول الآخرين كما هم، وعدم الاستنتاجات السريعة بناءً على المظاهر الخارجية فقط.